يوم غزوة تبوك أخذ المنافقون يتعذّرون للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كيلا يخرجوا معه، فيقول الله سبحانه وتعالى مؤكّداً موقف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأنّه أذن لهم وارتاح منه (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).
(لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا): الخبال: مرضٌ عقليٌّ ينشأ معه اختلال موازين الفكر، فإذاً آراؤهم كلّها ستكون آراء معاكسةً لمصلحتكم، ولو خرجوا فيكم لأوقعوا الجبن والفشل بينكم.
(وَلَأَوْضَعُوا): أي أسرعوا.
(خِلَالَكُمْ): وسطكم بإيقاع العداوة والبغضاء بينكم بالنّميمة، أي سيوجِدون فرقة داخلكم، والخلال: الفرجة بين الشّخصين، إذاً يفتّتون عضد النّاس، فخروجهم سيلحق الضّرر بجيش النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لذلك فإنّ عدم خروجهم أفضل.
(يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ): يريدون إحداث الفتنة داخل صفوف المسلمين.
(وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ): لماذا تحدث الفتنة؟ لأنّ بعضكم سيسمعون لهم وسيتأثّرون برأيهم وأقوالهم فتحدث البلبلة في صفوف جيش النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.