لم يذكر سبحانه وتعالى الـمُنفكّين عن ماذا انفكّوا؛ لأنّه معلومٌ من سياق الكلام؛ أي لم يكن الّذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين عن كفرهم وإشراكهم حتّى تأتيهم البيّنة.
﴿كَفَرُوا﴾: الكفر: معناه السّتر، ومعنى (كَفَر)؛ أي ستر، فالّذين كفروا ستروا الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم.
﴿مُنفَكِّينَ﴾: أي مُفارقين تاركين ما كانوا عليه من كفرهم وشركهم، فلا يزالون على هذه الحال، كما يقال: ما انفككت أفعل كذا وكذا، أي؛ ما زلت أفعل كذا وكذا.
﴿الْبَيِّنَةُ﴾: الحجّة الواضحة الّتي يتميّز بها الحقّ من الباطل، مأخوذةٌ من البيان: وهو الظّهور.
فبيّنة النّور والقوّة والفطرة يهبها سبحانه وتعالى للإنسان المفكّر ليهتدي إلى أنّ وراء هذا الكون خالقٌ مدبّرٌ، البيّنة إيمان الفطرة المركوز في ذرّات الأشياء.