(لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ): في بدر والخندق وفتح مكّة وفي مواطن كثيرة، مواطن: جمع موطن وهو ما استوطن فيه، وهنا تأتي بمعنى الموقعة.
(وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ): بعد فتح مكّة أصبح تعداد المؤمنين كبيراً، وكانت غزوة حنين بعد فتح مكّة، فأُعجب بعض المسلمين بكثرتهم وقالوا: لن نُغلَب اليوم عن قلّة، إذاً هنا تعلّقوا بالسّبب وتركوا المسبّب، وهذا وصفٌ يسيرٌ لما جرى يوم حنين، حيث اجتمعت قبائل هوازن وثقيف واختاروا مالك بن عوف ليكون القائد في هذه المعركة، واستطاع مالك بن عوف أن يجمع أربعة آلاف مقاتل وانضمّ إليه عددٌ من الأعراب المحيطين بهم، ووضع مالك خطّته على أساس أن يخرج الجيش ومعه ثروات المشاركين بالجيش من مالٍ وبقر وإبل وأن يخرج معهم النّساء والأطفال؛ وذلك حتّى يدافع كلّ واحدٍ منهم عن عرضه وماله فلا يفرّ من المعركة، ويستمرّ في القتال بشجاعةٍ وعنف؛ لأنّه يدافع عن كلّ ما يملك، وبذلك وضع العوامل كلّها الّتي تضمن له النّصر