الآية رقم (4) - لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ

حدّثنا الحقّ سبحانه وتعالى في آياتٍ كثيرةٍ عن خلق الإنسان المادّيّ: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون]،  وقال أيضاً: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴾ [الحجر]، وهنا في هذه الآية قال: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ تحدّث فيها عن طبيعة مهمّة الإنسان في الأرض، فهو يُكابد مصائب الدّنيا وشدائدها فلا تلقاه إلّا في المشقّة.

﴿كَبَدٍ﴾: الكبَد: شدّة الأمر.

والدّنيا دار مشقّاتٍ وكدٍّ وكبدٍ، والجنّة هي دار الرّاحة والنّعيم الدّائم.

لَقَدْ: اللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق

خَلَقْنَا: ماض وفاعله

الْإِنْسانَ: مفعول به

فِي كَبَدٍ: متعلقان بمحذوف حال والجملة جواب القسم لا محل لها.

﴿كَبَدٍ﴾: الكبَد: شدّة الأمر.