حدّثنا الحقّ سبحانه وتعالى في آياتٍ كثيرةٍ عن خلق الإنسان المادّيّ: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون]، وقال أيضاً: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ﴾ [الحجر]، وهنا في هذه الآية قال: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ تحدّث فيها عن طبيعة مهمّة الإنسان في الأرض، فهو يُكابد مصائب الدّنيا وشدائدها فلا تلقاه إلّا في المشقّة.
﴿كَبَدٍ﴾: الكبَد: شدّة الأمر.
والدّنيا دار مشقّاتٍ وكدٍّ وكبدٍ، والجنّة هي دار الرّاحة والنّعيم الدّائم.