بدأ الآن القصص القرآنيّ موضّحاً كيف طرأ الكفر على الأمم المتتابعة، فالمولى سبحانه وتعالى يريد أن يعتبر الإنسان من التّجارب السّابقة؛ لأنّ الّذي لا يقرأ التّاريخ لن يستطيع أن يبني مستقبلاً، فهناك سننٌ مطردةٌ وسننٌ كونيّةٌ تتكرّر، وهذه السّنن هي السنن الاجتماعيّة الّتي تردّ في القصص القرآنيّ، فالقصص القرآنيّ مطابقٌ للواقع ولا يهتمّ بالتّفاصيل كقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّاب﴾ [غافر]، لم يذكر لنا من هو ذلك الرّجل المؤمن، ولم يرد إلّا ذكر الأنبياء فقط؛ لأنّهم قادة البشريّة، والشّخصيّات الّتي تأتي في الأحداث تكون مبهمةً، حتّى لا نترك العبرة ونلحق الحدث، ولا توجد قصّةٌ متكاملةٌ في القرآن الكريم إلّا قصّة سيدنا يوسف عليه السَّلام جاءت كاملةً في سورةٍ واحدةٍ، أمّا بقيّة القصص مثل قصّة سيدنا نوح عليه السَّلام نجد في سورة (الأعراف) الحديث عن نوح عليه السَّلام، وهناك سورةٌ اسمها سورة (نوح) فيها حديثٌ عن سيّدنا نوح عليه السَّلام، لكن التّفصيل الأكبر عن نوح عليه السَّلام نجده في سورة (هود)، وهكذا.. فالقصّة تأتي على مقاطع تخدم السّياق القرآنيّ، ليس تكراراً بل أسراراً، فنحن نقرأ قرآناً وليس كتاباً بشريّاً، والقصص القرآنيّ يختلف قطعاً عن القصص البشريّ.
لَقَدْ: اللام واقعة في جواب القسم المحذوف، قد حرف تحقيق
أَرْسَلْنا نُوحاً: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور «إِلى قَوْمِهِ» ونا فاعله
و نُوحاً: مفعوله والجملة مستأنفة.
فَقالَ: الجملة معطوفة
يا قَوْمِ: منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
اعْبُدُوا اللَّهَ: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة مقول القول.
ما: نافية لا عمل لها.
لَكُمْ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
مِنْ: حرف جر زائد.
إِلهٍ: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ
غَيْرُهُ: صفة إله على المحل مرفوعة بالضمة، والجملة تعليلية لا محل لها من الإعراب.
إِنِّي: إن والياء اسمها.
أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وعذاب مفعوله.
يَوْمٍ: مضاف إليه.
عَظِيمٍ: صفة. والجملة في محل رفع خبر إن.
لَقَدْ: جواب قسم محذوف
عَذابَ يَوْمٍ: المراد هنا يوم القيامة