الميثاق: هو العهد الموثّق الّذي يخشى عدم الإيفاء به.
﴿بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾: إسرائيل هو يعقوب عليه السَّلام، ومن أبنائه يوسف وإخوته، ومن نسله جاء موسى عليه السَّلام وبقيّة الأنبياء.
﴿وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا﴾: من الرّسل الّذين أُرسِلوا لبني إسرائيل موسى وعيسى وداوود وسليمان ويحيى وزكريّا صلوات الله عليهم
﴿كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾: اليهود لم يكونوا يريدون رسلاً من عند الله سبحانه وتعالى، ولا يريدون أن يعرفوا منهج الله عزَّ وجل، فهم لا يهوون إلّا مصالحهم، فكلّما جاءهم رسولٌ بما لا تهوى أنفسهم كذّبوه أو قتلوه, الملفت للنّظر أنّ الله سبحانه وتعالى في الآية مرّةً استخدم الفعل الماضي ومرّةً استخدم الفعل المضارع، ولو كان من عند غير الله تبارك وتعالى لكانت الآية: (فريقاً كذّبوا وفريقاً قتلوا)؛ لأنّ الفعل حدث بالماضي، لكنّ القرآن الكريم قال: ﴿فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ﴾، كأنّهم يقتلون بهذه اللّحظة، واستخدم الفعل المضارع ليشنّع الفعل بأنّ هؤلاء قَتَلَة, فالإسلام يحرّم القتل ويبشّع صورته، وصحيحٌ أنّ الآيات السّابقة تقول: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا﴾ [المائدة: من الآية 65]، ولكنّ المولى سبحانه وتعالى يحدّد بني إسرائيل من كثرة جرائمهم وعدوانهم وخيانتهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المدينة المنوّرة.