الآية رقم (88) - لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

تخلّف بعض أصحاب القوّة والجاه والمال عن الجهاد مع رسول الله يجب أن لا يُشيعَ الفزع أو الحزن في نفوس المؤمنين؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى معهم؛ ولأنّ لهم الخيرات؛ أي لهم كلّ ما يُطلق عليه خير.

(وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ): المفلح هو الفائز النّاجي المستفيد من ثمرة عمله، وأصل الكلمة من فَلَح الأرض؛ أي شقّ؛ لأنّ الزّراعة تقتضي أن تحرث الأرض أوّلاً، وهذه مهمّة الإنسان ليخرج الزّرع، وهذا جزاء المؤمنين في الدّنيا، وهناك جزاءٌ آخر في الآخرة.

لكِنِ: حرف استدراك.

الرَّسُولُ: مبتدأ.

وَالَّذِينَ: اسم موصول معطوف على الرسول في محل رفع.

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل.

مَعَهُ: ظرف مكان متعلق بالفعل، والجملة صلة الموصول

(جاهَدُوا..): في محل رفع خبر المبتدأ.

بِأَمْوالِهِمْ: متعلقان بالفعل

وَأَنْفُسِهِمْ: عطف.

وَأُولئِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ، والكاف للخطاب.

لَهُمُ: متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ الخيرات.

الْخَيْراتُ: مبتدأ مؤخر

(لهم الخيرات): في محل رفع خبر المبتدأ أولئك.

وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ: معطوفة على أولئك لهم الخيرات المستأنفة فهي مثلها.

لم يجاهد هؤلاء المنافقون الذين اقتصصت قصصهم المشركين، لكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والذين صدقوا الله ورسوله معه، هم الذين جاهدوا المشركين بأموالهم وأنفسهم، فأنفقوا في جهادهم أموالهم وأتعبوا في قتالهم أنفسهم وبذلوها

وأولئك: يقول: وللرسول وللذين آمنوا معه الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم

الخيرات: وهي خيرات الآخرة, وذلك: نساؤها، وجناتها، ونعيمها. واحدتها ” خَيْرَة “, كما قال الشاعر:

وَلَقَــدْ طَعَنْــتُ مَجَـامِعَ الـرَّبَلاتِ                            رَبَــلاتِ هِنْــدٍ خَــيْرَةِ المَلِكـاتِ

و ” الخيرة “، من كل شيء، الفاضلة.

(وأولئك هم المفلحون): يقول: وأولئك هم المخلدون في الجنات، الباقون فيها، الفائزون بها