نتابع الآياتِ الّتي تتعلّق بساحات المعارك ما بين فئة المؤمنين؛ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام والصّحابة، وبين مشركي مكّة، وما جرى بينهم من جولاتٍ في غزوة بدرٍ أو أُحُدٍ أو الخندق وبقيّة المعارك، وما يتعلّق بهجرة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكّة إلى المدينة، وبعدها فتح مكّة.
وكلمة الجهاد أثير حولها الكثير من الشّكوك والشّبهات لدى أعداء الإسلام، الّذين أرادوا أن يزرعوا كلّ فتنةٍ وقتلٍ وإرهابٍ في ثنايا وتعاليم الدّين الإسلاميّ، هذا الكلام غير صحيحٍ، فالجهاد هو: بذل الجهد. يقول تبارك وتعالى: ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: من الآية 52]؛ أي بكلام الله سبحانه وتعالى، بالقرآن الكريم، ولا يُقصَد دائماً بالجهاد الجهاد القتاليّ، فالجهاد القتاليّ هو دفاعٌ عن الوطن والأرض والعرض، وليس اعتداءً على الآخرين أو إرغاماً لهم على عقيدة الإسلام.
﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ﴾ : الإسلام ليس كلمةً تُقال، ولا شعاراً يُطلق، وليس عظةً أو عبرةً تقال، وإنّما هو عملٌ وجهدٌ وجهادٌ وبذلٌ، وليس الجهاد القتال فقط إنّما هو بذل أقصى الجهد في سبيل الخير وزرع الرّحمة بين النّاس.