الآية رقم (95) - لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا

نتابع الآياتِ الّتي تتعلّق بساحات المعارك ما بين فئة المؤمنين؛ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام والصّحابة، وبين مشركي مكّة، وما جرى بينهم من جولاتٍ في غزوة بدرٍ أو أُحُدٍ أو الخندق وبقيّة المعارك، وما يتعلّق بهجرة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم من مكّة إلى المدينة، وبعدها فتح مكّة.

وكلمة الجهاد أثير حولها الكثير من الشّكوك والشّبهات لدى أعداء الإسلام، الّذين أرادوا أن يزرعوا كلّ فتنةٍ وقتلٍ وإرهابٍ في ثنايا وتعاليم الدّين الإسلاميّ، هذا الكلام غير صحيحٍ، فالجهاد هو: بذل الجهد. يقول تبارك وتعالى: ﴿وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: من الآية 52]؛ أي بكلام الله سبحانه وتعالى، بالقرآن الكريم، ولا يُقصَد دائماً بالجهاد الجهاد القتاليّ، فالجهاد القتاليّ هو دفاعٌ عن الوطن والأرض والعرض، وليس اعتداءً على الآخرين أو إرغاماً لهم على عقيدة الإسلام.

﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ﴾ : الإسلام ليس كلمةً تُقال، ولا شعاراً يُطلق، وليس عظةً أو عبرةً تقال، وإنّما هو عملٌ وجهدٌ وجهادٌ وبذلٌ، وليس الجهاد القتال فقط إنّما هو بذل أقصى الجهد في سبيل الخير وزرع الرّحمة بين النّاس.

لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: لا نافية وفعل مضارع وفاعله المرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من القاعدون

غَيْرُ: صفة القاعدون وقرأت بالجر صفة المؤمنين والنصب على الاستثناء

أُولِي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

الضَّرَرِ: مضاف إليه

وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: عطف على القاعدون والجار والمجرور متعلقان ب «الْمُجاهِدُونَ»

بِأَمْوالِهِمْ: متعلقان بالمجاهدون كذلك

وَأَنْفُسِهِمْ: عطف

فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والمجاهدين مفعول به منصوب بالياء.

بِأَمْوالِهِمْ: متعلقان ب «الْمُجاهِدِينَ» «وَأَنْفُسِهِمْ» عطف «عَلَى الْقاعِدِينَ» متعلقان بفضل

دَرَجَةً: تمييز أو مفعول مطلق وقال بعضهم هو ظرف.

وَكُلًّا: مفعول به أول مقدم للفعل وعد

وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل، والحسنى مفعول به ثان. والجملة اعتراضية

وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً: أجرا مفعول مطلق أو منصوب بنزع الخافض أي: بأجر

عَظِيماً: صفة.

الضَّرَرِ: المرض والعلة التي تمنع صاحبها من الجهاد كالعمى والعرج والزمانة ونحوها.

دَرَجَةً: فضيلة، لاستوائهما في النية، وزيادة المجاهدين بمباشرة القتال.

الْحُسْنى: الجنة.