تتحدّث الآية عن الطّلاق بين الرّجل والمرأة بعد العقد وقبل الدّخول.
(لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ): ذكرنا سابقاً أنّ هناك فارقاً بين (إن) و(إذا)، مثلاً: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) [النّصر]، أي أنّ الأمر قد انتهى وأنّه سيأتي، ولو قال: (إن جاء نصر الله) فيعني يوجد احتمال هزيمة، احتمال أن يأتي النّصر واحتمال ألّا يأتي، أمّا في قوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) [الحجرات]، لو جاءت: (يا أيّها الّذين آمنوا إذا جاءكم فاسق) يعني حُكم عليك بأنّه سيأتيك فاسق بنبأ، وليس من الضّروري أن يأتيك فاسق بنبأ.
(لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ): إن طلّقتم معناها ليس الطّلاق أمراً حتميّاً.
(لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ): إذاً لا يوجد دخول بين الرّجل والمرأة.