الآية رقم (44) - لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ

الاستئذان بالنّسبة للإنسان الّذي يؤمن بالله واليوم الآخر هو اهتزازٌ للإيمان؛ لأنّه قارن متاع الحياة الدّنيا بمتاع الآخرة، فتَرْكُ الخروج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو استقبالٌ للدّنيا وإدبارٌ عن الآخرة، واختيارٌ للحياة الدّنيا على نعيم الآخرة، لذلك قال سبحانه وتعالى: (لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).

(أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ): لماذا أتى الله تعالى بالإيمان بالله واليوم الآخر؟ قمّة الإيمان الإيمان بالله سبحانه وتعالى ونهاية قوس الإيمان اليوم الآخر، صحيحٌ بأنّ الإيمان هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر، ولكنّ اليوم الآخر هو أساسٌ، فعندما تؤمن بالله سبحانه وتعالى يجب أن تؤمن أنّ هناك يوماً ستُحاسب فيه وأنّ هناك يوماً ستقف فيه بين يدي الله تعالى الّذي آمنت به والّذي أخبرك بأنّ هناك جنّةً وناراً، فلا تخترع ديناً من عندك.

لا يَسْتَأْذِنُكَ: مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والكاف مفعول به ولا نافية لا عمل لها.

الَّذِينَ: فاعل

يُؤْمِنُونَ: مضارع وفاعله.

بِاللَّهِ: متعلقان بالفعل والجملة صلة الموصول.

وَالْيَوْمِ: عطف.

الْآخِر: صفة.

أَنْ: ناصبة

يُجاهِدُوا: مضارع منصوب والواو فاعل. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل لا يستأذنك أي لا يستأذنك الذين يؤمنون.. بالجهاد.

بِأَمْوالِهِمْ: متعلقان بالفعل قبلهما

وَأَنْفُسِهِمْ: عطف.

وَاللَّهُ: لفظ الجلالة مبتدأ.

عَلِيمٌ: خبره.

بِالْمُتَّقِينَ: متعلقان بعليم، والجملة الاسمية مستأنفة.

يَسْتَأْذِنُكَ: في التخلف