الآية رقم (10) - لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ

القرآن الكريم له أسرارٌ وليس فيه تكرارٌ، فانظر إلى أيّ آيةٍ تعتقد أنّها تكرّرت، اقرأها أكثر من مرّةٍ لتعلم أنّ فيها سرّاً وليس تكراراً، لاحظ الآية الّتي سبقتها: (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ)، وهنا يقول: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ)، المرّة الأولى هي إخبارٌ من الله سبحانه وتعالى عنهم بأنّهم لا يراعون لا الجوار ولا القرابة ولا الوفاء بالأمانة، وهنا يقول: بأنّ هؤلاء المشركين الّذين لا يراعون الجوار والقرابة والذّمّة والوفاء بالأمانة إنّما هم المعتدون، إذاً الاعتداء يبيّن أنّ علّة المشكلة هي عدوانهم.

(لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ): لا يراعون لا حقّ الجوار ولا حقّ القرابة ولا حقّ صلة الرّحم ويخونون الأمانة، ويساعدون النّاس ضدّكم ويتآمرون مع أعدائكم فهذا هو الاعتداء.

(وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ): تذييل الآية يختلف عن الآية الأولى، في الأولى إخبارٌ من الله سبحانه وتعالى بأنّهم فاسقون، وهنا يخبر عنهم بأنّهم معتدون.

تقدم إعرابها قبل آيتين.

هُمُ: ضمير فصل أو ضمير رفع مبتدأ ثان

الْمُعْتَدُونَ: خبره

(هُمُ الْمُعْتَدُونَ): خبر اسم الإشارة.

إِلًّا: الإل: الحلف، وقيل: القرابة، واشتقاق الإلّ بمعنى الحلف لأنهم كانوا إذا تحالفوا، رفعوا به أصواتهم وشهروه، من الإل: وهو الجؤار.وسميت به القرابة لأن القرابة عقدت بين الرجلين ما لا يعقده الميثاق.

وَلا ذِمَّةً: الذمة والذمام:العهد، الذي يلزم من ضيّعه الذمّ.