﴿كَلَّا﴾: تُفيد الزَّجر عن ظنِّه في ماله أنّه أخلده، فالمال لا يقدّم ولا يؤخّر، فهو متاعٌ زائلٌ، وظلٌّ حائلٌ، إن بقي عند صاحبه فصاحبه لن يبقى، لذلك قيل للإنسان الّذي جمع المال الكثير:
هَبْ أنّك قد ملكت الأرضَ طُرّاً |
ودانَ لك العباد فكان ماذا؟! |
وهنا آخر موضعٍ من مواضع ﴿كَلَّا﴾ في القرآن.
بعد ذلك خُتمت الآية بنهايةٍ تُناسب بدايتها الّتي كانت بقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَيْلٌ﴾، وقلنا: إنّها تهديدٌ من الله سبحانه وتعالى صاحب القدرة على الإنفاذ، وأنّ العبد لن يفلت.
﴿لَيُنْبَذَنَّ﴾: النّبذ: أن تلقي الشّيء وتطرحه بمهانةٍ واستحقارٍ.
فكما كان يهمز النّاس ويلمزهم استحقاراً لهم واستخفافاً، يأتي الجزاء من جنس العمل، فيُلقى في الحطمة بنفس الاستخفاف والاحتقار.
﴿الْحُطَمَةِ﴾: تحطم كلّ ما يُلقى فيها وتلتهمه، على وزن هُمَزة لُمَزة وفيها معنىً الـمُبالغة في تحطيم كلّ ما يُلقى فيها.