الآية رقم (11) - كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا

قوم ثمود نموذجٌ لمن أضلّ نفسه وأراد المهالك ولم يتّبع الله عزَّ وجل ولا نبيّه، فقد هداهم الله سبحانه وتعالى  إلى طريق التّقوى وإلى الخير والصّلاح والفلاح، لكنّهم استحبّوا الكفر كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [فصِّلت]، ودعوة النّبيّ صالح عليه السَّلام  لقومه ثمود كانت ككلّ دعوات الرّسل، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: من الآية 73]، والآية والمعجزة الّتي طلبوها دليلاً على صدق بلاغه عن الله سبحانه وتعالى هي النّاقة وأن يكون في بطنها ولدها، فأخرجها سبحانه وتعالى  لهم من صخرةٍ حدّدوها، وقال صالح عليه السَّلام كما ذُكر في القرآن الكريم: ﴿قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أليم﴾  [الأعراف: من الآية 73]، لقد جعلها الله سبحانه وتعالى خيراً لقوم ثمود تمدّهم بلبنٍ لم يعهدوه من قبل، مقابل أن تشرب هي يوماً من البئر ويشرب القوم يوماً آخر، قال سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الشّعراء]

كَذَّبَتْ ثَمُودُ: ماض وفاعله

بِطَغْواها: متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة.

بِطَغْواها: أي بسبب طغيانها، والطغوى والطغيان: تجاوز الحد المعتاد. إِذِ انْبَعَثَ حين أسرع أو قام، وهو ظرف لكذّبت أو طغوى