أراد الله سبحانه وتعالى من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يقول للنّاس: إنّما أنا عبدٌ من عباد الله لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرّاً إلّا ما شاء الله جلّ جلاله، فكلّ شيءٍ متعلّقٌ بالمشيئة. فأنا بشرٌ أمرض وأقاتل وأنتصر وأُهزم وتمرّ عليّ أحوال البشر، فلو كنت أعلم الغيب ما كان مسّني السّوء، وهذه عظمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه صادقٌ في البلاغ عن الله سبحانه وتعالى في كلماته كلّها.
﴿إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾: وظيفتي أن أنذر النّاس من عذاب يوم القيامة، وأن أُبشّر الطّائعين بالجنّة، وأنا بشيرٌ ونذيرٌ لقوم يؤمنون بالله وليس لمن لا يؤمنون به جلّ جلاله، فهؤلاء لا ينفعهم إنذارٌ ولا بشارةٌ.