لم يدّعِ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنّه يعلم الغيب، وأنّ عنده خزائن الله عزَّ وجلّ، والخزائن: جمع خزانة، والخزانة: هي شيءٌ يُكنَز فيه المال أو غيره لوقت حاجته، وخزائن الله سبحانه وتعالى: أي كلّ ما فيها من رزقٍ وعطاءٍ ورحماتٍ، ومن خير هذه الخزائن مفاتيحها عند الله سبحانه وتعالى، ولا يملكها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
﴿وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾: النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليس عالِـم غيبٍ، وإنّما هو مُعلَّم غيبٍ بما علّمه الله سبحانه وتعالى، والغيب هو ما غاب عنك وليس له مقدّماتٌ يمكن أن تعرف من خلالها النّتائج، وليس هو ما غاب عنك ولكنّه مشهودٌ لغيرك، فمثلاً: إن أخبرت أنّها تمطر الآن في حلب وأنت في دمشق، فهذا غيبٌ بالنّسبة لك؛ لأنّك لا تعرف ما يحدث الآن في حلب، لكنّها بالنّسبة للقاطنين هناك معلومةٌ، فهذه لا تسمّى غيباً.