الآية رقم (50) - قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ

لم يدّعِ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأنّه يعلم الغيب، وأنّ عنده خزائن الله عزَّ وجلّ، والخزائن: جمع خزانة، والخزانة: هي شيءٌ يُكنَز فيه المال أو غيره لوقت حاجته، وخزائن الله سبحانه وتعالى: أي كلّ ما فيها من رزقٍ وعطاءٍ ورحماتٍ، ومن خير هذه الخزائن مفاتيحها عند الله سبحانه وتعالى، ولا يملكها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

﴿وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾: النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليس عالِـم غيبٍ، وإنّما هو مُعلَّم غيبٍ بما علّمه الله سبحانه وتعالى، والغيب هو ما غاب عنك وليس له مقدّماتٌ يمكن أن تعرف من خلالها النّتائج، وليس هو ما غاب عنك ولكنّه مشهودٌ لغيرك، فمثلاً: إن أخبرت أنّها تمطر الآن في حلب وأنت في دمشق، فهذا غيبٌ بالنّسبة لك؛ لأنّك لا تعرف ما يحدث الآن في حلب، لكنّها بالنّسبة للقاطنين هناك معلومةٌ، فهذه لا تسمّى غيباً.

قُلْ: الجملة مستأنفة

لا أَقُولُ لَكُمْ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور، لا نافية لا عمل لها والجملة مفعول به للفعل قل وجملة قل: مستأنفة لا محل لها.

عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ: عندي ظرف مكان منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم متعلق بمحذوف خبر المبتدأ خزائن

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مقول القول.

وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ: أعلم فعل مضارع ومفعوله ولا نافية، والجملة معطوفة على الجملة الاسمية قبلها، وجملة ولا أقول لكم معطوفة على جملة لا أقول قبلها.

إِنِّي مَلَكٌ: إن واسمها وخبرها والجملة مفعول به.

إِنْ: نافية

أَتَّبِعُ: فعل مضارع

إِلَّا: أداة حصر

ما: اسم موصول مفعوله

يُوحى إِلَيَّ: فعل مضارع مبني للمجهول، تعلق به الجار والمجرور ونائب الفاعل ضمير مستتر، والجملة صلة الموصول

وجملة (قُلْ): مستأنفة لا محل لها.

هَلْ: حرف استفهام

يَسْتَوِي الْأَعْمى: فعل مضارع وفاعل مرفوع بالضمة المقدرة عل الألف للتعذر

وَالْبَصِيرُ: عطف والجملة مقول القول

أَفَلا: الهمزة للاستفهام، والفاء حرف عطف لا نافية

تَتَفَكَّرُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة مستأنفة، أو معطوفة.

خَزائِنُ: جمع خزانة وخزينة: وهي ما يخزن فيها الشيء الذي يراد حفظه ومنع التصرف فيه.

خَزائِنُ اللَّهِ: التي منها يرزق، والمراد: ليست أرزاق العباد بيدي.

الْغَيْب: ما غاب علمه عن جميع الخلق، واستأثر الله بعلمه.

الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ: المراد بهما هنا الكافر والمؤمن أو الضّال والمهتدي.

وَأَنْذِرْ: خوّف.

بِهِ: أي بالقرآن.

لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ: غيره.

وَلِيٌّ: ناصر ينصرهم.

وَلا شَفِيعٌ: وسيط يتشفع لهم.