﴿قُل﴾: فالجواب على كلّ هذا الكلام من رسولنا صلَّى الله عليه وسلَّم لهؤلاء اليهود والمشركين في مكّة الّذين يعبدون الأصنام والأوثان ويتّخذونها من أجل مصالحهم ويأخذون اللّحوم والأضاحي افتراءً، ويدّعون بأنّ الله سبحانه وتعالى حرّم هذا وحلّل هذا، ويقسّمون هذا لشركائهم وهذا لغيرهم، وكلّه كذبٌ وافتراءٌ، فيقول المولى سبحانه وتعالى: قل يا محمّد: ﴿لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ﴾ ، فيما أوحي إليّ من القرآن الكريم.
﴿مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ﴾: على آكلٍ يأكله.
﴿إِلَّا أَن يَكُونَ﴾: أي الطّعام.
﴿مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾: ومرّ بنا في سورة (المائدة) قوله سبحانه وتعالى: ﴿حرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ﴾ [المائدة: من الآية 3]، في القرآن الكريم يوجد المجمل والمفصَّل، وهنا في سورة (الأنعام) أجمَلَ القرآن الكريم؛ لأنّه جمع ضمن دائرةٍ واحدةٍ الميتة والمنخنقة والموقوذة والنّطيحة وما أكل السّبع، فكلّها تدخل ضمن إطار كلمة الميتة.