﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ﴾: المكانة: من المكان، والمكان هو حيّز، ﴿اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ﴾: أي على قدر استطاعتكم.
﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾: فالقضيّة هي قضيّة أعمالٍ، والأعمال هي الّتي تؤدّي إلى الخير العامّ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «الخلق عيال الله، وأحبّ عباد الله إلى الله أنفعهم لعياله»([1])، فالنّفعيّة والخيريّة للغير، وهما أصل كلّ ديانةٍ، وأصل الإسلام هو قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء].
﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ﴾: الدّار هي أكبر وأوسع مقوّمات الحياة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت]، لم يقل: لهي الحياة، فما الفارق بين الحياة والحيوان؟ الجواب: الحيوان هو مصدر الحياة، والحياة هي الحياة الدّنيا، ولن تكون هي مصدراً للحيّ طالما أنّه يموت، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ [ الزّمر]، أمّا الدّار الآخرة فهي الحيوان وهي الباقية، وعاقبة الدّار هي الدّار الآخرة الّتي فيها جنّاتٌ وأنهارٌ ونعيمٌ مقيمٌ.