الآية رقم (135) - قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ

﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ﴾: المكانة: من المكان، والمكان هو حيّز، ﴿اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ﴾: أي على قدر استطاعتكم.

﴿إِنِّي عَامِلٌ﴾: فالقضيّة هي قضيّة أعمالٍ، والأعمال هي الّتي تؤدّي إلى الخير العامّ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «الخلق عيال الله، وأحبّ عباد الله إلى الله أنفعهم لعياله»([1])، فالنّفعيّة والخيريّة للغير، وهما أصل كلّ ديانةٍ، وأصل الإسلام هو قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء].

﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ﴾: الدّار هي أكبر وأوسع مقوّمات الحياة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت]، لم يقل: لهي الحياة، فما الفارق بين الحياة والحيوان؟ الجواب: الحيوان هو مصدر الحياة، والحياة هي الحياة الدّنيا، ولن تكون هي مصدراً للحيّ طالما أنّه يموت، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ [ الزّمر]، أمّا الدّار الآخرة فهي الحيوان وهي الباقية، وعاقبة الدّار هي الدّار الآخرة الّتي فيها جنّاتٌ وأنهارٌ ونعيمٌ مقيمٌ.

قُلْ: فعل أمر والجملة مستأنفة لا محل لها.

يا قَوْمِ: منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة.

اعْمَلُوا: أمر وفاعله

عَلى مَكانَتِكُمْ: جار ومجرور متعلقان بالفعل اعملوا والجملة مقول القول في محل نصب

إِنِّي عامِلٌ: إن واسمها وخبرها والجملة تعليلية لما قبلها

جملة «فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ» أيضا تعليلية تؤكد ما قبلها، والفاء قبلها حرف تعليل وسوف حرف استقبال.

مَنْ: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به

تَكُونُ: الجملة صلة الموصول لا محل لها.

لَهُ عاقِبَةُ: عاقبة اسم تكون مؤخر والجار والمجرور له متعلقان بمحذوف خبرها.

الدَّارِ: مضاف إليه.

إِنَّهُ: إن والهاء اسمها

جملة «لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» خبرها والجملة الاسمية مستأنفة.

مَكانَتِكُمْ: حالتكم

عاقِبَةُ الدَّارِ: العاقبة المحمودة أو عاقبة الخير في الدار الآخرة، إذ لا اعتداد بعاقبة الشر لأنَّ الله جعل الدنيا مزرعة الآخرة.

إِنَّهُ لا يُفْلِحُ: يسعد

الظَّالِمُونَ: الكافرون.