الآية رقم (1) - قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ

﴿قُلْ﴾: الـمُخاطب في هذه السّورة هو النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ أي يا محمّد قل: ﴿يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، وهذه أمانة البلاغ من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الله سبحانه وتعالى، والقرآن مُتعبّدٌ بتلاوته لا ينقص حرفاً.

﴿يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾: هم كفرةٌ مخصوصون، قد علِمَ الله سبحانه وتعالى منهم أنّهم لا يؤمنون، وهم زعماء الشّرك في مكّة.

فهؤلاء في جانبٍ ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الجانب المقابل.

النّداء في قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ للبعيد، وهذا النّداء يكون مرّةً للتّفخيم ومرّةً للتّحقير؛ لأنّ البُعد يأتي على معنيين، إمّا بُعد منزلةٍ وعلوّ مكانةٍ، أو بُعد مكانٍ عن الحضرة الطّاهرة، فحين يقول الحقّ سبحانه وتعالى في خطاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ﴿يا أيُّها النَّبيّ﴾ [الأنفال: من الآية 64]، ﴿يا أيُّها الرَّسول﴾ [المائدة: من الآية 41]، فالنّداء هنا يُفيد علوّ المنزلة والمكانة، وعندما يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، فالبُعد هنا عن الحضرة، فجهة النّداء مُنفكّة.

وقد ذهب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إليهم في ناديهم، ليُعلن عليهم هذا القطع بالعلاقة فيما يتعلّق بالعبادات ليسمع الجميع، لم يقل لهم: (يأيّها الّذين كفروا)؛ لأنّهم لم يكونوا مؤمنين قبل كفرهم، بل الكفر أصلٌ ملازمٌ لهم منذ البداية، وكلمة الكفر توحي بفطريّة الإيمان؛ لأنّ كفر الشّيء يعني ستره.

قُلْ: أمر فاعله مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها

يا: حرف نداء

أي: منادى نكرة مقصودة

ها: للتنبيه

الْكافِرُونَ: صفة أو بدل والجملة مقول القول.

﴿يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾: هم كفرةٌ مخصوصون، قد علِمَ الله سبحانه وتعالى منهم أنّهم لا يؤمنون، وهم زعماء الشّرك في مكّة.