﴿تَصُدُّونَ﴾: تمنعون، تجعلون سدّاً وحائلاً بين النّاس وبين الإيمان.
﴿تَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾: تريدونها معوجّة، وليست على ملّة أبيكم إبراهيم الخليل، وكلمة عِوَجاً هنا تأتي مقابل حنيفاً، فإبراهيم عليه السلام أرادها حنيفيّة مستقيمة، واليهود عندما أنكروا كلّ ما جاء به النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أرادوها معوجّة.
﴿وَأَنتُمْ شُهَدَاء﴾: هم شهداء على توراتهم، والمقصود القسم الّذي بقي منها غير محرّف، فقد قال لهم الله سبحانه وتعالى: ﴿فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا﴾ [آل عمران: من الآية 93]، فالتّوراة فيها أشياء غير محرّفة، لكنّهم رفضوا أن يأتوا بالتّوراة؛ لأنّهم كاذبون.
﴿وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾: مهما عملتم من عمل بالسرّ أو بالعلن فالله مطّلع عليه غير غافل عنكم، يحصي عليكم كلّ الأقوال والأعمال، فكلّ ما حرّفه اليهود وغيّروه وبدّلوه من التّوراة ليس بخافٍ على الله، وسيجازيهم عليه.