يتّضح من وجود كلمة ﴿قُلْ﴾ في كتاب الله أنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُبَلِّغ عن الله تبارك وتعالى دون زيادة أو نقصان.
﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ﴾؛ لأنّ أهل الكتاب، وهم اليهود، معهم كتاب فيه إشارة واضحة إلى مجيء النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وكان أهل الكتاب فيما مضى يستفتحون بهذه البشارة على الّذين آمنوا، فلمّا جاء هذا النّبيّ المبشَّر به في كتابهم ورأوه حقيقة كفروا به كِبراً وحسداً وعدواناً؛ لأنّهم خافوا على مراكزهم، فالمنتفع من الباطل قلّما يهتدي، أمّا المقتنع بالباطل دون أن يُحصِّل منافع من هذا الباطل فكثيراً ما يهتدي، فالإنسان المقتنع بالباطل قد يأتيه دليلٌ لم يكن في علمه فيخضع للحقّ، أمّا المنتفع بالباطل فهو لا يدافع عن فكرة يعتنقها، بل يدافع عن مصلحة ينعم بها.