الآية رقم (150) - قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَـذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ

﴿قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا﴾: يا محمّد، قل لهم أن يأتوا بشهدائهم ليشهدوا فيفضح الله سبحانه وتعالى الشّهود أمام المشهود أمامهم.

﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾: الهوى: شهوةٌ ترد إلى الذّهن فتجعله يعدل عن الحقّ.

من المؤكّد أنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لا يتّبع أهواء الّذين كذّبوا بآيات الله تبارك وتعالى، إنّما هو أمرٌ للأمّة جميعاً من خلاله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.

﴿وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾: لماذا يأتي دائماً الإيمان بالآخرة؟ والجواب؛ لأنّ الآخرة هي مناط الحساب والعقاب، وأنّ الإنسان إن لم ينظر إلى الآخرة ونظر إلى الدّنيا فقط فإنّ المشهد سيكون ناقصاً، فالعدالة الإلهيّة والثّواب والعقاب والحساب إنّما يكونون في الجزء الثّاني من المشهد وهو اليوم الآخر، وإن أغفلت هذا الجزء تخبّطت في الجزء الأوّل من المشهد وهو الحياة الدّنيا.

﴿وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾: أي يجعلون النّاس والأحبار واليهود والأصنام مساويةً لله جلَّ جلاله.

قُلْ: أمر فاعله أنت «هَلُمَّ» اسم فعل أمر بمعنى احضروا مبني على الفتحة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم.

شُهَداءَكُمُ: مفعوله والجملة مقول القول.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل نصب صفة

جملة «يَشْهَدُونَ» صلة الموصول لا محل لها

أَنَّ اللَّهَ: أن ولفظ الجلالة اسمها

جملة «حَرَّمَ» بعدها خبرها والفاعل هو «هذا» اسم إشارة مفعول به والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل يشهدون أي بتحريم هذا.

فَإِنْ: الفاء استئنافية، إن شرطية جازمة والفعل الماضي «شَهِدُوا» في محل جزم جواب الشرط.

فَلا تَشْهَدْ: مضارع مجزوم بلا الناهية والفاء رابطة لجواب الشرط والجملة في محل جزم جواب الشرط.

مَعَهُمْ: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله.

وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ: فعل مضارع ومفعوله وفاعله أنت والجملة معطوفة.

الَّذِينَ: اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

كَذَّبُوا بِآياتِنا: فعل ماض مبني على الضم تعلق به الجار والمجرور بعده والواو فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها.

وَالَّذِينَ: اسم موصول معطوف

لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ: مضارع وفاعله وجار ومجرور متعلقان بالفعل.

وَهُمْ: مبتدأ.

بِرَبِّهِمْ: متعلقان بالفعل بعدهما

يَعْدِلُونَ: الجملة خبر والجملة الاسمية معطوفة.

هَلُمَّ: أحضروا.

يَعْدِلُونَ: يتخذون له عدلا مساويا، والمراد: يشركون