﴿قُلْ مَن يُنَجِّيكُم﴾: ذكرت سابقاً بأنّ الإنسان عندما يفقد الأسباب، ويقع في ضيقٍ، فإنّه يلجأ بشكلٍ فطريٍّ وليس بشكلٍ عقائديٍّ دينيٍّ إلى كلمة يا ربّ، هذه الفطرة مركوزة في الإنسان، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف]، فالإيمان مركوزٌ في النّفس البشريّة.
﴿مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾: هناك ظلماتٌ متعدّدةٌ، قد تكون ظلمة الظّلام، وقد تكون ظلمة الجهل، وقد تكون ظلمة الظُّلم.
﴿تَدْعُونَهُ﴾: الدّعاء هو طلب من الأدنى إلى الأعلى، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر]، طلب الله سبحانه وتعالى منّا الدّعاء، وتكفّل هو بالإجابة.
﴿تَضَرُّعاً﴾: أي في خشوعٍ وخُفيةٍ.