فاليهود كما قتلوا الأنبياء، عادَوا الملائكة، فأضمروا العداوة لسيّدنا جبريل عليه السَّلام وهو من كان ينزل بوحي القرآن فقالوا: إنّ جبريل عدوٌّ لنا.
وقد سأل أحد أحبار اليهود رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من الّذي ينزل عليك بالوحي؟ فقال عليه الصّلاة والسّلام: «جبريل»([1])، فقال اليهودي: “لو كان غيره لآمنّا بك؛ لأنّ جبريل عدوّنا، وهو الّذي ينزل دائماً بالخسف والعذاب، أمّا ميكال([2]) فينزل بالرّحمة والغيث والخصب”. وهذا يؤكّد ماديّة اليهود، فهم يقيسون الأمور على البشر، فقولهم: ميكائيل حبيبنا وجبريل عدوّنا من ماديّتهم الّتي طُبعوا بها. والله سبحانه وتعالىيقول لرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم إنّهم يعادون جبريل؛ لأنّه نزل على قلبك بإذن الله، وهو مصدّق لما بين أيديهم من التّوراة، وهو هدى وبشرى للمؤمنين، وإنّ عداوتهم لجبريل عداوة لله سبحانه وتعالى.
([1]) جِبريل، جَبرئيل، جَبرئل، جَبريل: مسمّيات متواترة لملك واحد.