الآية رقم (24) - قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ

(اقْتَرَفْتُمُوهَا): أي حصلتم عليها بمشقّة، حصلتم عليها بتعبكم فتكون هذه الأموال عزيزةً عليكم أكثر من مال الميراث الّذي يأتي من غير تعب.

(وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا): تجارةٌ؛ أي مالٌ مؤجّل.

(وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا): كلّ ما يتعلّق بما يهواه الإنسان ويحبّه من هذه الحياة الدّنيا عدّده المولى سبحانه وتعالى.

هم اختاروا الله سبحانه وتعالى والرّسول صلّى الله عليه وسلّم فكان هناك اختيارٌ، إمّا أن يتركوا مكّة ويختاروا الله جلّ جلاله  ورسوله الكريم وإمّا أن يختاروا أموالهم وتجارتهم الّتي يخشون كسادها وديارهم وعشيرتهم، هذا هو المعنى الحقيقي للهجرة؛ لذلك فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونيّةٌ»([1])، وفي الحديث الصّحيح الّذي اعتبر نصف الدّين: «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو إلى امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»([2])، فهنا بيّن المولى سبحانه وتعالى الميزان بكلّ ما يتعلّق بالدّنيا والهجرة إلى الله عزّ وجلّ ورسوله صلّى الله عليه وسلّم والجهاد في سبيله جلّ وعلا.

(فَتَرَبَّصُوا): معناها الانتظار الشّديد.

(وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ): أي الخارجين عن طاعته ودينه، فهم اختاروا عدم الطّاعة فوجب عليهم عدم الهداية.


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الجهاد والسّير، باب وجوب النّفير وما يجب من الجهاد والنّيّة، الحديث رقم (2670).
([2]) صحيح البخاريّ: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:، الحديث رقم (1).

قُلْ: فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

إِنْ: حرف شرط جازم.

كانَ: فعل ماض ناقص.

آباؤُكُمْ: اسمها مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ: عطف.

اقْتَرَفْتُمُوها: فعل ماض مبني على السكون، والتاء فاعل والهاء مفعول به والواو بسبب إشباع ضمة الميم، والجملة في محل رفع صفة.

وَتِجارَةٌ: عطف على أموال.

تَخْشَوْنَ: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل.

كَسادَها: مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة والجملة في محل رفع صفة ومثل ذلك «وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها» .

أَحَبَّ: خبر كان.

إِلَيْكُمْ: متعلقان باسم التفضيل أحب وكذلك «مِنَ اللَّهِ» متعلقان به.

وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ: عطف.

فِي سَبِيلِهِ: متعلقان بالمصدر جهاد.

فَتَرَبَّصُوا: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعل، والفاء رابطة لجواب الشرط والجملة في محل جزم جواب الشرط.

حَتَّى: حرف غاية وجر

يَأْتِيَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى، والمصدر المؤول من حتى والفعل في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل.

اللَّهِ: لفظ الجلالة فاعل.

بِأَمْرِهِ: متعلقان بيأتي.

وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ: سبق إعراب مثلها.

وَعَشِيرَتُكُمْ: أقرباؤكم ذوو القرابة القريبة

اقْتَرَفْتُمُوها: اكتسبتموها

كَسادَها: عدم رواجها أو عدم نفادها، وبوارها

أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ:  أي أحب إليكم من طاعة الله وطاعة رسوله ومن المجاهدة في سبيل الله فقعدتم لأجله عن الهجرة والجهاد

فَتَرَبَّصُوا: انتظروا

حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ: تهديد لهم، والأمر: العقوبة العاجلة أو الآجلة.