(اقْتَرَفْتُمُوهَا): أي حصلتم عليها بمشقّة، حصلتم عليها بتعبكم فتكون هذه الأموال عزيزةً عليكم أكثر من مال الميراث الّذي يأتي من غير تعب.
(وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا): تجارةٌ؛ أي مالٌ مؤجّل.
(وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا): كلّ ما يتعلّق بما يهواه الإنسان ويحبّه من هذه الحياة الدّنيا عدّده المولى سبحانه وتعالى.
هم اختاروا الله سبحانه وتعالى والرّسول صلّى الله عليه وسلّم فكان هناك اختيارٌ، إمّا أن يتركوا مكّة ويختاروا الله جلّ جلاله ورسوله الكريم وإمّا أن يختاروا أموالهم وتجارتهم الّتي يخشون كسادها وديارهم وعشيرتهم، هذا هو المعنى الحقيقي للهجرة؛ لذلك فإنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونيّةٌ»([1])، وفي الحديث الصّحيح الّذي اعتبر نصف الدّين: «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو إلى امرأةٍ ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه»([2])، فهنا بيّن المولى سبحانه وتعالى الميزان بكلّ ما يتعلّق بالدّنيا والهجرة إلى الله عزّ وجلّ ورسوله صلّى الله عليه وسلّم والجهاد في سبيله جلّ وعلا.
(فَتَرَبَّصُوا): معناها الانتظار الشّديد.
(وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ): أي الخارجين عن طاعته ودينه، فهم اختاروا عدم الطّاعة فوجب عليهم عدم الهداية.