﴿قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا﴾: هذه دعوةٌ للعقل البشريّ، إن كنت تعبد صنماً أو وثناً أو شمساً أو قمراً أو تعبد إنساناً، فحاكم الأمر بعقلك، هل يضرّ أو ينفع؟ هذه الشّمس أو هذه الأوثان والأصنام الّتي عبدوها، هل كانت تقدّم لهم نفعاً أو تدفع عنهم ضرّاً؟
﴿وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا﴾: الردّ على العقب هو رجوعٌ خطوة إلى الوراء.
﴿كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا﴾: كأنّه ما بين أمرين، الشّيطان يدعوه لأن يهوي، وأصحاب الصّلاح يدعونه إلى الهدى، وعندما يتحدّث القرآن الكريم عن الشّيطان فهو من عالم الغيب، وهو كلّ شريرٍ مُفسدٍ من الجنّ، والله سبحانه وتعالى بيّن لنا بأنّ هناك مخلوقاتٍ تسمّى الجنّ، والمشكلة لدينا أنّنا نريد أن ندرك كلّ ما هو مخلوقٌ بحواسّنا، ولكن هذا يستحيل على الإنسان، لذلك ليس كلّ ما لا ندركه هو غير موجودٍ، هو موجودٌ حتّى لو لم ندركه، ويكفي أنّ الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأنّ هناك خلقاً من خلقه يطلق عليهم الجنّ، فإذاً نحن نؤمن بما جاء في القرآن الكريم.