﴿قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا﴾: أبغي: أريد، يناقشهم هل أبغي ربّاً غير الله، حجراً أو صنماً أو…
﴿وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ﴾: الله سبحانه وتعالى ربّ كلّ شيءٍ؛ لأنّه هو المعطي وهو المنعم.
﴿وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا﴾: انظر إلى عظمة القرآن الكريم، فالله تبارك وتعالى لم يقل: (ولا تكسب كلّ نفسٍ إلّا لها)، بل قال: ﴿إِلاَّ عَلَيْهَا﴾؛ لأنّك تعتقد أنّ الكسب إن لم يكن لله سبحانه وتعالى فهو لك، بل هو عليك؛ لأنّك ستحاسب عليه أين أنفقته؟، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا تزول قدما عبدٍ حتّى يُسأل عن أربعٍ: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه»([1]).
﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾: الوزر: هو الثّقل بمشقّة، كلّ إنسانٍ يحمل وزره، ولا يحمل وزر غيره إلّا إذا أضلّ غيره.
﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾: قد كان الخصام والجدل والمحاكاة مع اليهود، فبيّن سبحانه وتعالى أنّ العودة إليه جلَّ جلاله، وهو الّذي ينبّئهم بما كانوا يختلفون فيه مع الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم ومع المسلمين، وهذا حال كلّ النّاس.