(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ): ما الفرق بين النّبأ والخبر؟
الخبر إخبار بأمر عاديّ، أمّا النّبأ هو أمر عظيم ستُخبر به.
(أَؤُنَبِّئُكُمْ): هذا استفهام توكيديّ، هنا الله سبحانه وتعالى أعطى صورة عن الآخرة، وبيّن ما هو الأفضل من كلّ هذه الشّهوات.
(لِلَّذِينَ اتَّقَوْا): لماذا قال الّذين اتّقوا؟ لأنّ القضيّة ليست قضيّة أقوال وشعارات وخطابات، بل هي أعمال، قال سبحانه وتعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى) [النّجم]، وجاء في الحديث القدسيّ: «يا عبادي، إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم ثمّ أوفّيكم إيّاها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه»([1])، فالإسلام هو قول وعمل، هو استسلام لأوامر الله سبحانه وتعالى وطاعة له، والتّقوى هي تمحيص حقيقيّ، وهي جوامع كلّ الخير، فإذاً هذه العوامل لا يمكن أن تتحقّق بشعارات، فهي لا تتحقّق إلّا بالعمل، لكن عبارة التّقوى من أين أتت؟ التّقوى هي أن تجعل بينك وبين الشّيء حاجزاً، يعني أن تتّقي النّار، فما هو الحاجز الّذي يقيك من النّار؟ هو الخوف من الجليل، والعمل بالتّنزيل، والرّضى بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل.