الآية رقم (64) - قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ

﴿قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم﴾: هو إقرارٌ بأنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذي ينجّي من كلّ كربٍ وهمٍّ وضيقٍ يمكن أن يقع به النّاس، وهم بعد النّجاة يعودون إلى الشّرك.

﴿ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ﴾: الإنسان بعد خروجه من الأزمة أو الكرب أو المحنة الّتي يمرّ بها يعزو الأمر إلى إمكانيّاته، وقوّته وعلمه، يعزو الأمر للأسباب وينسى المسبِّب الّذي فرّج عنه كربه. وكلمة الإشراك معناها أنّ الإنسان يُشرك مع الله سبحانه وتعالى من يعتقد أنّه يضرّ وينفع ويعطي ويمنع، عن شدّاد بن أوس رضي الله عنه قال: بينما أنا عند رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذ رأيت بوجهه أمراً ساءني فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما الّذي أرى بوجهك؟ قال: «أمر أتخوّفه على أمّتي من بعدي»، قلت: وما هو؟ قال: «الشّرك وشهوة خفيّة»، قال: قلت: يا رسول الله، أتشرك أمّتك من بعدك؟ قال: «يا شدّاد، أما إنّهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولا حجراً ولكن يراؤون النّاس بأعمالهم»([1])، وذلك لاعتقادهم بأنّ النّاس ينفعون.. وهذا هو الإشراك بالله تبارك وتعالى، فالإنسان عندما ينجو من الكرب الّذي وقع فيه يعود إلى ما كان عليه سابقاً، وينسب الأمر لنفسه بدلاً من أن يشكر المولى سبحانه وتعالى الّذي نجّاه من الكرب والضّيق الّذين وقع بهما.

 


([1]) المستدرك على الصّحيحين للحاكم: ج4، ص/366، الحديث رقم (7940).

قُلِ: أمر فاعله مستتر

اللَّهُ: لفظ الجلالة مبتدأ

يُنَجِّيكُمْ: مضارع ومفعول والفاعل مستتر والجملة خبر

مِنْها: متعلقان بالفعل

وَمِنْ كُلِّ: معطوف

كَرْبٍ: مضاف إليه

ثُمَّ: عاطفة

أَنْتُمْ: مبتدأ

تُشْرِكُونَ: الجملة خبر.

وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ: غم شديد.