أي كانوا يسألون عن أشياء، كشعب بني إسرائيل، وبعد ذلك يكفرون ولا يطبّقون ما سألوا المولى سبحانه وتعالى عنه، ولا يقومون بما أمرهم به الله عزّ وجلّ، هنا يجب أن نبيّن أمراً: وهو أنّ الشّريعة الإسلاميّة والدّين الإسلاميّ أو الأديان بشكل عامّ والشّرائع السّماويّة ليست للتّضييق على النّاس، ولكنّ الخالق هو الصّانع، وهو الّذي خلق الإنسان، ويعلم ما يصلُح له في دنياه وفي آخرته، فعندما يبيّن المولى سبحانه وتعالى الأحكام للنّاس إنّما هي رأفةٌ ورحمةٌ منه، ولمصلحة البشر وليس تضييقاً عليهم؛ لأنّه سبحانه وتعالى يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر، وما خُيّر النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بين أمرين إلّا اختار أيسرهما إن لم يكن إثماً، لكنّ الإنسان خُلق ضعيفاً، ويريد أن يتفلّت من الضّوابط الّتي توضع، وإذا تفلّت الإنسان منها فالمشكلة لا تتعلّق به فقط، وإنّما تتعلّق ببقيّة النّاس، فالمولى عزَّ وجلّ حرّم عليك السّرقة، وكما حرّمها عليك فقد حرّم على غيرك أن يسرقك، حرّم عليك الزّنى وحرّم على غيرك أن يزني بمحارمك، حرّم عليك الرّشوة وحرّم على غيرك أن يبتزّك، حرّم عليك النّميمة وحرّم على غيرك أن ينمّ عليك، حرّم عليك الغيبة وحرّم على غيرك أن يغتابك، فالمحرّمات هي للمصلحة العامّة، هي للجميع في الضّوابط الإيمانيّة الّتي يضعها الإسلام، وما من ضابط وضعه الشّرع الإسلاميّ إلّا ويؤدّي إلى المصلحة، إذاً حيثما يكون شرع الله سبحانه وتعالى تكون المصلحة؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى يعلم وأنتم لا تعلمون.
قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ: فعل ماض ومفعوله وفاعله.
قَدْ: حرف تحقيق
مِنْ قَبْلِكُمْ: متعلقان بالفعل قبلهما والجملة مستأنفة
ثُمَّ أَصْبَحُوا: فعل ماض ناقص والواو اسمه
بِها: جار ومجرور متعلقان بالخبر
كافِرِينَ: والجملة معطوفة على ما قبلها.
قَدْ سَأَلَها: أي الأشياء
قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ: أي سأل عنها جماعة سابقون أنبياءهم، فأجيبوا ببيان أحكامها
ثُمَّ أَصْبَحُوا: صاروا.