كان يتحدّث عن الأبصار، والآن يتحدّث عن البصائر:
﴿قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ﴾: ما الفارق بين البصائر والأبصار؟ البصائر: جمع بصيرة، وهي للمؤمن فقط؛ لأنّها تتعلّق بالقلب، وتكون للإشراقات والمعنويّات والقلب، فنور القيم لا يأتي إلّا للقلب، أمّا الأبصار: فهي للعين، وتكون للمؤمن والكافر والنّاس كافّةً.
﴿فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا﴾: لأنّ الإنسان لن يكون له إلّا جزاء العمل، ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى﴾ [النّجم].
﴿وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ﴾: الحفيظ: اسمٌ من أسماء الله الحسنى، أي يحفظكم من الشّرك، فقل يا محمّد: أنا لست عليكم بحفيظٍ ولست عليكم بجبّار: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ (21) لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [الغاشية].