أراد الله سبحانه وتعالى أن يبيّن للملائكة لِمَ جعل آدم عليه السَّلام خليفة، وأن يبيّن لهم مزايا العقل الّذي شرّفه الله به، فقال: ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ﴾، أي بأسماء الأشياء ومسمّياتها.. وإن قال قائل: لم تكن هذه الأشياء مخلوقة أو موجودة، نقول له: إنّ أصل الأشياء كان موجوداً.
﴿فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ﴾: قال بعض المفسّرين: إنّ الملائكة لم تقل، بل دار في خَلَدِهَا، أي هو حوار ضمنيّ، والله عزَّوجل ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾] غافر[، ﴿فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾] طه: من الآية 7[، والملائكة خطر لها هذا الخاطر فأبرزه الله تعالى وأجاب عليه، وخاطبهم من خلاله.
ونحن لا نجزم بهذا التّفسير أو ذاك.. ولكن المهمّ الغاية والفكرة.