هنا استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء السّيّد المسيح عليه السَّلام.
﴿فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِين﴾: لأنّك قد رأيت بعينيك المعجزة الدّالّة، فإن كفرت بعد ذلك أيّها الإنسان عند رؤيتك المعجزة سيكون العذاب مغلّظاً ومشدّداً.
طلب الحواريّون من السّيّد المسيح عليه السَّلام مائدةً، فبدّل السّيّد المسيح الطّلب بأن تكون آيةً وعيداً عبر كلّ زمانٍ دالّةً على وجود الله سبحانه وتعالى، وعندما قال الله سبحانه وتعالى للحواريّين: ﴿إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ﴾ قال لهم بعد نزول المائدة: ﴿فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِين﴾ لذلك نرى في نهاية السّورة قال السّيّد المسيح: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم﴾.