الآية رقم (71) - قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ

﴿لا ذَلُولٌ: غير مروّضة، وغير ممرّنة، لا تستخدم في الحرث ولا في السّقاية ولا في الزّراعة، وليس فيها أيّ عيب أو نقص، حسنة المظهر، ليس فيها عضو ناقص، فأعطاهم الله سبحانه وتعالىمواصفات لا يمكن أن يجدوها بسهولة، وقد لا تجتمع إلّا في بقرةٍ واحدة في المنطقة كلّها، ﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ.

وقد جاءهم بالحقّ من المرّة الأولى وهم يعلمون أنّه نبيّ يأتيهم بالحقّ من عند الله عزَّ وجل وكلّما سألوا ازدادت الشّروط، وصار من الصّعب إيجادها، وأخيراً وجدوها ﴿فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ: يعني في حالةٍ من التّردّد، وهذا طبع شعب بني إسرائيل، يفاوضون ويريدون ولا يريدون، يوقّعون على اتّفاقيّة أو لا يوقّعون، وهذا حالهم حتّى يومنا هذا، والمراوغة طبع لهم، وهذا الوصف يدلّ على دقّة التّعبير القرآنيّ في وصف طباع بني إسرائيل.

صَفْراءُ: صفة لبقرة.

فاقِعٌ: خبر مقدم.

لَوْنُها: مبتدأ مؤخر وفاعل الصفة المشبهة فاقع ضمير مستتر فيه. ويجوز إعراب فاقع صفة بقرة. ولونها فاعل لفاقع.

والجملة الاسمية صفة لبقرة أيضا.

تَسُرُّ: فعل مضارع والفاعل مستتر.

النَّاظِرِينَ: مفعول به منصوب بالياء. والجملة صفة ثالثة لبقرة.

لا ذَلُولٌ: ليست مذللة بالعمل.

تُثِيرُ الْأَرْضَ: تقلبها للزراعة أي تحرث الأرض والجملة صفة ذلول، داخلة في النفي

وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ: الأرض المهيأة للزراعة

مُسَلَّمَةٌ: سليمة من العيوب وآثار العمل

لا شِيَةَ: لا لون غير لونها، ولا لمعة فيها من لون آخر، سوى الصفرة، فهي صفراء كلها، حتى قرنها وظلفها

وهي في الأصل مصدر: وشى وشيا: إذا خلط بلونه لونا آخر.

قالُوا: الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ: نطقت بالبيان التام، فطلبوها فوجدوها عند الفتى البار بأمه، فاشتروها بملء جلدها ذهبًا

فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ: لغلاء ثمنها

فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ: فيه إيجاز بالحذف

والتقدير: فطلبوا البقرة الجامعة للأوصاف المطلوبة ووجدوها، فلما اهتدوا إليها ذبحوها.