(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ): الله سبحانه وتعالى ليس بحاجةٍ أن يُعذّبهم بأيدي المؤمنين، فهو قادرٌ على أن يُنزل عليهم عذاباً من السّماء ويُريح المؤمنين منهم، لكنّ سنّة الله سبحانه وتعالى في خلقه أن يكون هناك أسبابٌ في الدّنيا، لذلك طلب إعداد القوّة لإرهاب الأعداء، ثمّ يقول: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) لكنّه سبحانه وتعالى يطلب الأخذ بالأسباب.
(وَيُخْزِهِمْ): الخزي؛ أي الفضيحة؛ لأنّ بعضهم كأبي جهل والوليد وغيرهم الخزي بالنّسبة لهم كالعذاب بل أشدّ.
(وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ): كعبد الله بن مسعود وسيّدنا بلال وغيرهم من المؤمنين الأوائل الّذين عُذّبوا وكانت صدورهم مجروحةً من كثرة العذاب والإيلام فشفى الله سبحانه وتعالى هذه الصّدور من خلال موقعة بدر.