الآية رقم (18) - فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ

بيّن معنى الجنود؛ أي قوم فرعون، وثمود قوم سيّدنا صالح عليه السَّلام ومن دقّة الأداء القرآنيّ أنّه أفرد فرعون، بينما ثمود اسم قبيلةٍ؛ أي ذكرهم بالجمع، وهذا يدلّنا على أنّ قبيلة ثمود كانوا مجمعين على عداء الرّسول صالح عليه السَّلام أمّا قوم فرعون فمنهم من آمن ولكنّه هو الّذي قاد عداء موسى عليه السَّلام وادّعى الألوهيّة والرّبوبيّة فصدّقه قومه وأطاعوه.

لكنّنا نلاحظ أنّ المكذّبين لرسول الله ولدعوته مع حرصهم على التّكذيب والمناوشة لم يمرّوا بهذه المسألة ولم يتحدّثوا عمّا جرى مع فرعون وثمود، وهذا يدلّ على أنّه أمرٌ معلومٌ لديهم، لكنّهم كتموا الحقّ وكذّبوا وعتوا عتوّاً كبيراً. واقتصر الله سبحانه وتعالى على ذكر الطّائفتين لاشتهار أمرهما عند أهل الكتاب وعند مُشركي العرب، ودلّ بهما على أمثالهما، فأين أنتم أيّها المكذّبون من قريش أمام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ أين أنتم من حضارة وتقدّم فرعون وثمود؟ انظروا ماذا حلّ بهم واعتبروا.

فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ: بدل من الجنود وما بعده معطوف عليه.

فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ: المراد بفرعون: هو وجنوده، أي هؤلاء هم الجنود: فرعون وأتباعه

وقبيلة ثمود من العرب البائدة، قوم صالح عليه السلام، أهلكهم اللَّه بكفرهم. وهذا تنبيه لمن كفر بالنبي صلّى اللَّه عليه وسلّم والقرآن ليتعظوا