الآية رقم (20) - فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ

﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾: الوسواس: هو صوت الحليّ، أي الصّوت الّذي يغري بهمسٍ؛ لأنّ الحلال والتّصرّف الصّحيح لا يحتاج إلى همسٍ، بينما الوسوسة همسٌ مثل وسوسة الذّهب.

﴿لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا﴾: سوءة: أي عورة الإنسان، فهل وسوس الشّيطان لهما من أجل ذلك؟ الجواب: هو وسوس من أجل الإغواء والمعصية فقط؛ لأنّه أخذ على نفسه هذا العهد عندما قال: ﴿أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون﴾َ [الأعراف: من الآية 14]، واللّام في قوله سبحانه وتعالى: ﴿لِيُبْدِيَ﴾، هي لام المآل وليست لام التّعليل، أي أنّه وسوس لهما فكانت نتيجة هذه الوسوسة أن بدت سوءاتهما، كلّ هذا في جنّة التّدريب وسوس لهما الشّيطان فكانت النّتيجة: ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ﴾

[طه]، دخل على آدم وحواء من مدخلين، وهذان المدخلان موجودان إلى الآن في الدّنيا، وهما أساس المعاصي كلّها: ﴿وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾: النّاس كلّهم يبحثون عن الخلد ويتمنّون عدم الموت ويبحثون عن الملك، مُلك المال والمناصب، فقال لهما: إذا أكلتما من هذه الشّجرة فستصبحان ملكين أو تصبحان من الخالدين، فكانت الوسوسة والإغراء بالمعصية بهاتين الطّريقتين، لتعلم أنّها كانت جنّة تدريب.

فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والشيطان فاعله والجملة معطوفة.

لِيُبْدِيَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والمصدر المؤول في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بوسوس

لَهُمَا: متعلقان بيبدي.

ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به.

وُورِيَ عَنْهُما: فعل ماض مبني للمجهول، تعلق به الجار والمجرور ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره هو.

مِنْ سَوْآتِهِما: متعلقان بمحذوف حال.

وَقالَ: الجملة مستأنفة

ما نَهاكُما: ما: نافية وفعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف، والكاف مفعوله والجملة مقول القول.

رَبُّكُما: فاعل.

عَنْ: حرف جر

هذِهِ: اسم إشارة في محل جر بحرف الجر.

الشَّجَرَةِ: بدل مجرور

إِلَّا: أداة حصر.

أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ: فعل مضارع ناقص وألف الإثنين اسمها وملكين خبرها والمصدر المؤول من أن الناصبة والفعل في محل جر بالإضافة أي كراهة كونكما ملكين

أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ: عطف.

فَوَسْوَسَ: الوسوسة: الصوت الخفي المكرر، والمراد منها هنا: ما يجده البشر في أنفسهم من الخواطر التي تزين ما يضر

وُورِيَ: من المواراة أي ما غطّي وستر

مِنْ سَوْآتِهِما: السوءة: ما يسوء الإنسان ويؤلمه، وسوأة الإنسان:عورته لأنه يسوؤه ظهورها، قال العلماء: في الآية دليل على أن كشف العورة من عظائم الأمور.وأنه مستهجن طبعاً وعرفاً

أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ: أي الذين لا يموتون أبدًا لأن الخلود لازم عن الأكل منها، كما في آية أخرى: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ، وَمُلْكٍ لا يَبْلى) [طه 20/ 120] .