(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ): إذاً كان يصلّي في المحراب، فكان يلجأ إلى الصّلاة والدّعاء في صلاته إلى الله سبحانه وتعالى.
(أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ): الّذي قال له هو سيّدنا جبريل عليه السلام، لكن عندما جاءه الصّوت من كلّ مكان فكأنّ الملائكة جميعاً نادته، بأنّ الله يبشّرك وسمّاه، لم يقل: يبشّرك بغلام أو بولد، وكما قال العلماء: إنّ اسم يحيى؛ لأنّه قُتل شهيداً، فيحيى ليحيى، ولا يبقى حيّاً إلّا الشّهيد: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران]، فإذاً اسم يَحيى من الحياة.
(مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ)؛ لأنّه كان يصدّق بما جاء به المسيح عليه السلام.
(وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ): سيّداً: مطاعاً في قومه. حصوراً: أي ممنوعاً من الحرام. نبيّاً من الصّالحين: إذاً هو ليس فقط سيّداً وحصوراً ومصدّقاً، وإنّما هو نبيّ من أنبياء الله، ومن الصّالحين في الدّنيا، أي أنّ سلوكه سيكون سلوك الصّالحين.