(فَمَنْ حَاجَّكَ): حاجّك كيف جاء عيسى عليه السَّلام بدون أب، أي حاججك وناقشك فيه.
(مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ): فمن حاجّك بعد العلم الّذي جاءك، إذاً القضيّة لم تعد قضيّة علم أو منطق، بل قضيّة إنكار وجحود بالحقّ.
(فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ): هذه تسمّى آية المباهلة، فما هي المباهلة؟ المباهلة: هي التّضرّع في الدّعاء لاستنزال اللّعنة على الكاذب.
لماذا تكون الدّعوة للأبناء والنّساء؟ لأنّ أعزّ ما للإنسان في الحياة أولاده، أي أسرته المقرّبة. فمن قال في عيسى عليه السلام غير ما قاله الله سبحانه وتعالى فيه، من أنّه عليه السلام عبد الله عزَّ وجل ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فهو مدعوّ للمباهلة لاستنزال لعنة الله على الكاذب.