الآية رقم (61) - فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ

(فَمَنْ حَاجَّكَ): حاجّك كيف جاء عيسى عليه السَّلام بدون أب، أي حاججك وناقشك فيه.

(مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ): فمن حاجّك بعد العلم الّذي جاءك، إذاً القضيّة لم تعد قضيّة علم أو منطق، بل قضيّة إنكار وجحود بالحقّ.

(فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ): هذه تسمّى آية المباهلة، فما هي المباهلة؟ المباهلة: هي التّضرّع في الدّعاء لاستنزال اللّعنة على الكاذب.

لماذا تكون الدّعوة للأبناء والنّساء؟ لأنّ أعزّ ما للإنسان في الحياة أولاده، أي أسرته المقرّبة. فمن قال في عيسى عليه السلام غير ما قاله الله سبحانه وتعالى فيه، من أنّه عليه السلام عبد الله عزَّ وجل ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فهو مدعوّ للمباهلة لاستنزال لعنة الله على الكاذب.

فَمَنْ: الفاء استئنافية من اسم شرط جازم مبتدأ

حَاجَّكَ فِيهِ: الجملة في محل جزم فعل الشرط حاجك فعل ماض والكاف مفعوله والفاعل أنت والجار والمجرور متعلقان بالفعل

مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ: من بعد متعلقان بحاجك ومن العلم متعلقان بمحذوف حال أي مبينا من العلم واسم الموصول

ما: في محل جر بالإضافة

فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا: الفاء واقعة في جواب الطلب

تعالوا: فعل أمر وفاعله.

ندع: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة وجملة تعالوا مقول القول

أَبْناءَنا: مفعول به

وَأَبْناءَكُمْ … إلخ: عطف على أبناءنا

ثُمَّ نَبْتَهِلْ: عطف على ندع مجزوم بالسكون

فَنَجْعَلْ: عطف على نبتهل

لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى: الكافرين لعنة مفعول به الله لفظ الجلالة مضاف إليه على الكافرين جار ومجرور متعلقان بالفعل نجعل.

فَمَنْ حَاجَّكَ: جادلك من النصارى.

ثُمَّ نَبْتَهِلْ: نتضرّع في الدّعاء، وابتهل القوم: تلاعنوا، والبهلة: اللعنة.

فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ: بأن نقول: اللهمّ العن الكاذب في شأن عيسى.