الآية رقم (37) - فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ

﴿فَمَنْ أَظْلَمُ﴾: تأتي بصيغة السّؤال الاستنكاريّ، والجواب: لا أحد أظلم.

﴿مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾: إمّا أنّه كذّب بآيات الله سبحانه وتعالى الكونيّة الدّالّة على وجوده سبحانه وتعالى كالشّمس والقمر والنّجوم والماء والهواء والمطر والنّبات وكلّ شيءٍ، أو كذّب بآيات القرآن الكريم، أو أنّه افترى على الله سبحانه وتعالى كذباً، أي حلّل ما حرّم سبحانه وتعالى وحرّم ما أحلّ جلَّ جلاله.

﴿أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ﴾: أي من الحياة والرّزق، فإن كفر الإنسان واستكبر وكذّب لا يمتنع عنه نزول المطر ولا إنبات الأرض، لذلك نرى سيّدنا إبراهيم عليه السَّلام كيف علّمه المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة]، فعندما خصّص إبراهيم عليه السَّلام الدّعاء بالرّزق لمن آمن، أجابه الله سبحانه وتعالى بأنّ رزق الدّنيا ليس فقط لمن آمن، بل ولمن كفر، ﴿ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ﴾: و ﴿ثمّ﴾: حرف عطفٍ على التّراخي، أي بعد زمنٍ، لذلك لا يستعجل أولئك الّذين كذّبوا بآيات الله سبحانه وتعالى، فالقيامة قادمةٌ لا شكّ؛ لأنّ المولى سبحانه وتعالى بيّن بأنّه يعطي ويمدّ للكافرين، ولكنّ النّهاية هي عذابٌ أو ثوابٌ.

فَمَنْ: من اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والفاء استئنافية.

أَظْلَمُ: خبره

مِمَّنِ: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلقان بأظلم.

افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور

و كذبا: مفعوله والجملة صلة الموصول.

وجملة (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ): معطوفة.

أُولئِكَ: اسم إشارة مبتدأ.

يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ: مضارع ومفعوله وفاعله من الكتاب متعلقان بمحذوف حال من نصيبهم. والجملة الفعلية خبر أولئك.

حَتَّى: حرف غاية وجر.

إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا: فعل ماض ومفعوله وفاعله والتاء للتأنيث والجملة في محل جر بالإضافة.

يَتَوَفَّوْنَهُمْ: فعل مضارع وفاعله ومفعوله والجملة في محل نصب حال.

وجملة (قالُوا): لا محل لها جواب شرط غير جازم.

أَيْنَ: اسم استفهام في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر مقدم

ما كُنْتُمْ: ما اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر

كنتم: كان والتاء اسمها

وجملة (تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ): خبرها

قالُوا: الجملة مستأنفة لا محل لها

وجملة (ضَلُّوا عَنَّا): مقول القول

وجملة (شَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ): معطوفة.

أَنَّهُمْ: أن واسمها

وجملة (كانُوا كافِرِينَ): خبرها. وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر، شهدوا على أنفسهم بكفرهم، والجار والمجرور متعلقان بشهدوا.

فَمَنْ أَظْلَمُ …: فمن أشنع ظلمًا ممن تقوّل على الله ما لم يقله أو كذّب ما قاله، أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب، بنسبة الشريك والولد إليه.

أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ: القرآن.

يَنالُهُمْ: يصيبهم.

نَصِيبُهُمْ: حظّهم.

مِنَ الْكِتابِ: مما كتب لهم في اللوح المحفوظ من الرّزق والأجل وغير ذلك.

حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا: أي ملائكة الموت، وحَتَّى ليست غاية، بل هي ابتداء خبر عنهم، ابتدئ بها الكلام.

قالُوا لهم: تبكيتاً.

تَدْعُونَ: تعبدون.

ضَلُّوا عَنَّا: غابوا عنّا، فلم نرهم.

وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ: عند الموت.