﴿فَمَنْ أَظْلَمُ﴾: تأتي بصيغة السّؤال الاستنكاريّ، والجواب: لا أحد أظلم.
﴿مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾: إمّا أنّه كذّب بآيات الله سبحانه وتعالى الكونيّة الدّالّة على وجوده سبحانه وتعالى كالشّمس والقمر والنّجوم والماء والهواء والمطر والنّبات وكلّ شيءٍ، أو كذّب بآيات القرآن الكريم، أو أنّه افترى على الله سبحانه وتعالى كذباً، أي حلّل ما حرّم سبحانه وتعالى وحرّم ما أحلّ جلَّ جلاله.
﴿أُولَٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ﴾: أي من الحياة والرّزق، فإن كفر الإنسان واستكبر وكذّب لا يمتنع عنه نزول المطر ولا إنبات الأرض، لذلك نرى سيّدنا إبراهيم عليه السَّلام كيف علّمه المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة]، فعندما خصّص إبراهيم عليه السَّلام الدّعاء بالرّزق لمن آمن، أجابه الله سبحانه وتعالى بأنّ رزق الدّنيا ليس فقط لمن آمن، بل ولمن كفر، ﴿ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ﴾: و ﴿ثمّ﴾: حرف عطفٍ على التّراخي، أي بعد زمنٍ، لذلك لا يستعجل أولئك الّذين كذّبوا بآيات الله سبحانه وتعالى، فالقيامة قادمةٌ لا شكّ؛ لأنّ المولى سبحانه وتعالى بيّن بأنّه يعطي ويمدّ للكافرين، ولكنّ النّهاية هي عذابٌ أو ثوابٌ.