هو سؤال يوم الحساب، والسّؤال يوم الحساب سؤال إقرارٍ وحجّةٍ على النّاس، والحجّة من الرّسل بأنّهم بلّغوا رسالة ربّهم، لذلك قال الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم يوم حجّة الوداع: «وأنتم تُسألون عنّي فما أنتم قائلون؟»، قالوا: نشهد أنّك قد بلّغتَ وأدّيتَ ونصحتَ، فقال بإصبعه السّبابة يرفعها إلى السّماء وينكتها إلى النّاس: «اللّهمّ اشهد، اللّهمّ اشهد»، ثلاث مرات([1])، فإذاً هذا السّؤال سيُسأل عنه النّاس يوم القيامة، وسيُسأل الرّسل بأنّهم بلّغوا هؤلاء الأقوام، وعقليّاً عندما يأتي الإنسان إلى هذه الدّنيا فإنّه بحاجةٍ إلى معرفة مَن الّذي أوجده، ومَن الّذي خلق السّماوات والأرض؟ والله سبحانه وتعالى جعل في فطرته ميلاً للإيمان، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ما من مولودٍ إلّا يولَد على الفطرة»([2])، لذلك في الوثائق وكتب التّاريخ الّتي وردت إلينا لا نجد قوماً من الأقوام عبر العصور كلّها إلّا ولهم أديان، إمّا عبادة أصنامٍ، أو عبادة نيرانٍ، أو عبادة أشخاصٍ.. لم يخل زمنٌ من وجود دينٍ معيّنٍ، هذا ليس معناه إلّا شيئاً واحداً، أنّ النّاس بفطرتها تميل إلى التّديّن، وتميل إلى الاعتقاد بوجود قوّةٍ خالقةٍ خارقةٍ، فهناك من آمن بالرّسل عليهم السَّلام وهناك من انحرف عن دعوتهم وعبد الأصنام وغير ذلك.
فَلَنَسْئَلَنَّ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة واللام لام القسم، والفاء حرف استئناف.
الَّذِينَ: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها جواب القسم.
أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ: مضارع مبني للمجهول ونائب فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها.
وَلَنَسْئَلَنَّ: سبق اعرابها
الْمُرْسَلِينَ: مفعول به والجملة معطوفة.
فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ: أي الأمم عن إجابتهم الرسل، وعملهم فيما بلغهم
وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ: عن الإبلاغ.