﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ﴾: أنت لا تستطيع أن تقتل ولا أن تُميت، عندما تطلق الرّصاص أو عندما تضرب أنت تقوم بالفعل، لكن إزهاق الرّوح بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى، وهنا فيما يتعلّق بمعركة بدر لم تقتلوهم لكنّ الله سبحانه وتعالى حكم عليهم بالقتل، وستكون نتيجة المعركة نصركم وقتلكم لهؤلاء الأعداء المعتدين المشركين الّذين عذّبوكم في مكّة.
﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ﴾: يوجد مظهريّةٌ للمؤمن، وللحقّ حقيقة المظهريّة؛ أي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رمى، ولكنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذي رمى حقيقةً، كأنّ الفعل للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولكنّ النّتيجة والمآل بأنّ الله سبحانه وتعالى هو الّذي سدّد هذه الرّمية، فنحن في الظّاهر لنا المظهريّة والنّصر يكون من عند الله سبحانه وتعالى. تصوّر هذا العطاء لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في معركة بدر، وكأنّ الله جلّ جلاله مع كلّ رميةٍ يرميها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمن كان الله سبحانه وتعالى معه فمن عليه؟.