الآية رقم (249) - فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

كلّ قصّة لها زمن ولها أحداث ولها أشخاص، لم يحدّد المولى سبحانه وتعالى من هو النّبيّ أو زمن النبّي، وإنّما بدأت هنا الآيات تبرز بعض الأسماء أمامنا، الاسم الأوّل هو طالوت الّذي آتاه الله سبحانه وتعالى الـمُلك؛ لأنّ بني إسرائيل هم طلبوا أن يكون لهم ملك حتّى يقاتلوا، وهذا يبيّن بأنّ هناك نبيّ وهناك مَلِك يباشر مهام وإدارة الأمور الدّنيويّة في ذلك الوقت، لم يتوقف القرآن الكريم عند الزّمن تحديداً من أجل العبرة من القصّة، والقصّة القرآنية في معظم الأحيان لا تهتمّ بشخص بذاته لتأخذ المؤمن إلى الجانب الّذي يريده الله سبحانه وتعالى وليس إلى الجانب المعتاد عليه من قبل البشر، فالبشر يهتمّون بالبطل، بالشّخصيات، بالزّمن، بالأعداد، بالأماكن.. ولكن الله سبحانه وتعالى يبهم الزّمان ويبهم المكان ويبهم الشّخصيّات أيضاً إلّا بعض الشّخصيّات، تحديداً عندما لا تتكرّر القصّة، فعندما يذكر فرعون لم يحدّد أهو تحوتمس أم رمسيس الأوّل أم رمسيس الثّاني؟ فرعون ملك من ملوك مصر، وهكذا أصحاب الكهف لم يذكر العدد بل ترك النّاس في حيرة من عددهم؛ لأنّ الغاية ليست هي العدد وليس هو الزّمان وليس هم الأشخاص وليس المكان، العبرة الإيمانيّة الّتي تتكرّر هي المقصودة، المهم هنا أنّ الله سبحانه وتعالى اختار لهم طالوت وزاده بسطة في العلم والجسم، وأتت معه آية هي التّابوت وفيه عصا سيّدنا موسى سبحانه وتعالى.

فَلَمَّا: الفاء عاطفة لما ظرفية شرطية

فَصَلَ طالُوتُ: فعل ماض وفاعل

بِالْجُنُودِ: متعلقان بفصل والجملة في محل جر بالإضافة

قالَ: فعل ماض

إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها

مُبْتَلِيكُمْ: خبرها

بِنَهَرٍ: متعلقان باسم الفاعل مبتليكم والجملة مقول القول

جملة «قالَ … » جواب شرط غير جازم لا محل لها.

فَمَنْ: الفاء الفصيحة من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ

شَرِبَ: فعل ماض وهو فعل الشرط والفاعل هو

مِنْهُ: متعلقان بشرب

فَلَيْسَ: الفاء واقعة في جواب الشرط ليس فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره: هو

مِنِّي: متعلقان بمحذوف خبر والجملة في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر للمبتدأ من

وَمَنْ: الواو عاطفة من شرطية مبتدأ

لَمْ: حرف جازم

يَطْعَمْهُ: فعل مضارع مجزوم ومفعوله وفاعله مستتر

فَإِنَّهُ: الفاء رابطة لجواب الشرط

إنه: إن واسمها.

مِنِّي: متعلقان بمحذوف خبر إن والجملة في محل جزم جواب الشرط.

إِلَّا: أداة استثناء

مَنْ: اسم موصول في محل نصب على الاستثناء

اغْتَرَفَ غُرْفَةً: فعل ماض ومفعول به

بِيَدِهِ: متعلقان باغترف والجملة صلة الموصول

فَشَرِبُوا: الفاء حرف عطف شربوا فعل ماض وفاعل

مِنْهُ: متعلقان بشربوا والجملة معطوفة

إِلَّا: أداة استثناء

قَلِيلًا: مستثنى منصوب

مِنْهُمْ: متعلقان بقليلا

فَلَمَّا: الفاء عاطفة لما ظرفية شرطية

جاوَزَهُ: فعل ماض ومفعول به والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على طالوت.

هُوَ: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد للفاعل المستتر في جاوزه

وَالَّذِينَ: اسم موصول معطوف على هو

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل

مَعَهُ: متعلق بآمنوا وجملة آمنوا صلة الموصول

قالُوا: فعل ماض وفاعل والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها

لا طاقَةَ: لا نافية للجنس طاقة اسمها مبني على الفتح

لَنَا: متعلقان بخبر لا المحذوف

الْيَوْمَ: ظرف زمان متعلق بالخبر المحذوف

بِجالُوتَ: متعلقان بالخبر المحذوف مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة

وَجُنُودِهِ: عطف على جالوت

قالَ الَّذِينَ: فعل ماض وفاعل

يَظُنُّونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة صلة

أَنَّهُمْ: أن واسمها

مُلاقُوا: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للإضافة

اللَّهَ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

كَمْ: خبرية للتكثير في محل رفع مبتدأ

مِنْ فِئَةٍ: من حرف زائد

فِئَةٍ: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه تمييز

قَلِيلَةٍ: صفة

غَلَبَتْ: فعل ماض وفاعله هي

فِئَةٍ: مفعول به

كَثِيرَةً: صفة

بِإِذْنِ: متعلقان بغلبت

اللَّهَ: لفظ الجلالة مضاف إليه

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ

مَعَ الصَّابِرِينَ: مع ظرف متعلق بمحذوف خبر

الصَّابِرِينَ: مضاف إليه وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي يظنون.

فَلَمَّا فَصَلَ: خرج عن بلده بيت المقدس مصاحبا الجنود، لقتال العمالقة، وكان الحر شديدًا، وطلبوا منه الماء

قالَ: (إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ) مختبركم

والابتلاء: الاختبار والامتحان بِنَهَرٍ كان بين فلسطين والأردن، وكان الاختبار بشرب شيء من مائه ليظهر المطيع من العاصي.

فَلَيْسَ مِنِّي: أي من أتباعي وأنصاري

وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ: يذقه غُرْفَةً المقدار الذي يملأ الكف بالاغتراف، وكان المسموح به هو غرفة واحدة لا زيادة عليها.

وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ: وهم أصحاب الغرفة الذين اقتصروا عليها، وكانوا ثلثمائة وبضعة عشر رجلاً لا طاقَةَ قوة بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ أي لا

طاقة بقتالهم وقد جبنوا ولم يجاوزه الذين شربوا من النهر

وجالوت:أشهر أبطال الفلسطينيين أعدائهم.

كَمْ مِنْ فِئَةٍ: كم: خبرية بمعنى كثير، والفئة: الجماعة من الناس، سواء كانوا قليلين أو كثيرين