عمليّاً هو يستدرج قومه عقليّاً، رأى القمر فقال: هذا ربّي؛ لأنهم صنعوا أصناماً للشّمس وللقمر والكواكب، صنعوها؛ لأنّها تغيب.
﴿قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾: وهذا دليلٌ على ما أقول، انظروا إلى دقّة الكلام في القرآن الكريم، فهو يؤمن بالله سبحانه وتعالى، لكنّه في عمليّة نقاشٍ، ويستنكر أن يقول القوم: بأنّ القمر هو ربّهم، هذا معنى الآية، وليس معناها أنّه متردّدٌ، تارةً يقول: القمر، وتارةً يقول: الكوكب، ثمّ يقول: الشّمس. وعندما قال: ﴿قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾ وكأنّه يخاطبهم: بأنّكم تحتاجون إلى إمدادات الله سبحانه وتعالى، وإلّا فإنّكم ستضلّون الطّريق ولن تصلوا إلى معرفة الخالق سبحانه وتعالى.