﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ﴾: جنّ: ستر، أي ستره اللّيل بظلامه.
﴿رَأَى كَوْكَبًا﴾: الكوكب هو الّذي يُنار من غيره، أمّا النّجم فمضيءٌ من ذاته، وهذا هو الفارق بينهما، فالقمر كوكبٌ والشّمس نجمٌ، والإضاءة تأتي من الشّمس والقمر يعكسها.
﴿فَلَمَّا أَفَلَ﴾: أي غاب.
﴿قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ﴾: طالما غاب فهذا ليس ربّاً.
قال المستشرقون: أنتم تقولون: إنّ إبراهيم كان يُنكر عليهم عبادة الأصنام، وهو يقول عن الكوكب: هذا ربّي، بدليل هذه الآية، فما هذا التّناقض؟! بالتّأكيد لا يوجد تناقضٌ، فهم لا يعرفون أساليب استخدام اللّغة العربيّة، مثل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدّخان]، هو يعذّبه ويقول له: أنت العزيز الكريم، فهل هو عزيزٌ كريمٌ؟ الجواب: لا، فسيّدنا إبراهيم عليه السَّلام يستنكر عقليّاً قولهم: هذا ربي! لأنّهم هم من يعبدون الكواكب والشّمس والقمر، وعندما أفل قال: لا أحبّ الآفلين، هل من المعقول أن يكون هذا ربّي؟! هذا هو المعنى باللّغة العربيّة، وإبراهيم عليه السَّلام كان يعلم بأنّ الكوكب سيأفل، فعندما أفل قال: هل يعقل أن يكون هذا ربّي؟ فهو إذاً نقاشٌ عقليٌّ، وحجّةٌ وبرهانٌ على قومه، وليس معنى هذا أنّ سيّدنا إبراهيم كان متردّداً.