﴿فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا﴾: انظر للإنسان كيف هو كنودٌ كفّارٌ! عندما آتاهما الله سبحانه وتعالى المولود وكان صالحاً جعلا له شركاء، قال بعض المفسّرين: من شركهم أن يسمّونه: عبد الدّار وعبد العُزّى… المهمّ أنّ الكناية في هذا الأمر بأنّ الإنسان عندما يكون في شدّة يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ، وعندما تذهب عنه الشّدّة يُشرك به عزّ وجلّ، وليس المقصود أن يضع وثناً أو حجراً أو صنماً يعبده، بل يعتقد بالأسباب بدلاً من الله سبحانه وتعالى .
﴿فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾: تعالى علوّاً كبيراً عن إشراك النّاس.
عن شدّاد بن أوس رضي الله عنه قال: بينما أنا عند رسول الله : إذ رأيت بوجهه أمراً ساءني فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله ما الّذي أرى بوجهك؟ قال: «أمر أتخوّفه على أمّتي من بعدي»، قلت: وما هو؟ قال: «الشّرك وشهوة خفيّة»، قال: قلت: يا رسول الله، أتشرك أمّتك من بعدك؟ قال: «يا شدّاد، أما إنّهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولا حجراً ولكن يراؤون النّاس بأعمالهم»([1])، أي عندما تعمل العمل فهذا العمل يكون رياءً ونفاقاً فتعالى الله سبحانه وتعالى عمّا يشركون، كما يقول الله جلّ جلاله في الحديث القدسيّ: «أنا أغنى الشّركاء عن الشّرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه»([2])، فعندما تعمل العمل يجب أن يكون خالصاً لله سبحانه وتعالى.