الآية رقم (65) - فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا

﴿فَلاَ﴾: لا النّافية.

﴿وَرَبِّكَ﴾: يقسم عزَّ وجلبذاته العليّة، والله سبحانه وتعالى يُقسِم بما يشاء من خلقه، وأنت لا يحقّ لك أن تقسم إلّا بالله سبحانه وتعالى وحده، ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾ [الذّاريات]، ﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر]، ﴿وَالْعَصْرِ﴾ [العصر]، هنا قال: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ﴾ هذا قسمٌ.

﴿لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ﴾: علّق كلّ الإيمان، حتّى يحكموك، والإيمان أن تؤمن بالله سبحانه وتعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه، لكن كيف سيترجم الإيمان؟ ترجمته أن تُحكِّم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، انظر لدقّة الآية: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ نفى كلّ الإيمان ﴿حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ أصعب قضيّةٍ على النّاس هي النّزاع، ممكن أن تُحكّم بأيّ شيءٍ وترضى، لكن عندما يكون هناك نزاعٌ يكون في النّفس شدّةٌ ونفور، وعليك أن تلتزم بحكم الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.

فَلا: الفاء استئنافية ولا صلة

وَرَبِّكَ: الواو واو القسم ربك اسم مجرور بالواو والجار والمجرور متعلقان بفعل أقسم المحذوف

لا يُؤْمِنُونَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله ولا نافية والجملة جواب القسم لا محل لها.

حَتَّى يُحَكِّمُوكَ: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى والواو فاعل والكاف مفعول به والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بيؤمنون

فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ: بينهم ظرف مكان متعلق بشجر والجملة صلة الموصول والجار والمجرور فيما متعلقان بيحكموك

ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً: فعل مضارع معطوف على يحكموك منصوب والواو فاعله وحرجا مفعوله والجار والمجرور متعلقان بهذا الفعل

مِمَّا قَضَيْتَ: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول والجار والمجرور مما متعلقان بمحذوف صفة حرجا.

وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً: عطف على يجدوا والواو فاعل تسليما مفعول مطلق.

يُحَكِّمُوكَ: يجعلوك حكماً ويفوضوا الأمر إليك شَجَرَ اختلط الأمر فيه واختلف حَرَجاً ضيقاً أو شكاً

قَضَيْتَ: حكمت به

وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً: ينقادوا ويذعنوا من غير معارضة.