﴿فَلاَ﴾: لا النّافية.
﴿وَرَبِّكَ﴾: يقسم عزَّ وجلبذاته العليّة، والله سبحانه وتعالى يُقسِم بما يشاء من خلقه، وأنت لا يحقّ لك أن تقسم إلّا بالله سبحانه وتعالى وحده، ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا﴾ [الذّاريات]، ﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ [الفجر]، ﴿وَالْعَصْرِ﴾ [العصر]، هنا قال: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ﴾ هذا قسمٌ.
﴿لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ﴾: علّق كلّ الإيمان، حتّى يحكموك، والإيمان أن تؤمن بالله سبحانه وتعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه، لكن كيف سيترجم الإيمان؟ ترجمته أن تُحكِّم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، انظر لدقّة الآية: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ نفى كلّ الإيمان ﴿حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ أصعب قضيّةٍ على النّاس هي النّزاع، ممكن أن تُحكّم بأيّ شيءٍ وترضى، لكن عندما يكون هناك نزاعٌ يكون في النّفس شدّةٌ ونفور، وعليك أن تلتزم بحكم الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.