هذه الآية آيةٌ عظيمةٌ جدّاً، كان لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه صوتٌ جميلٌ في قراءة القرآن الكريم، وكان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «من أحبّ أن يقرأ القرآن غضّاً كما أُنزِل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد»([1])، عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «اقرأ عليّ القرآن»، قال: فقلت: يا رسول الله! أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إنّي أشتهي أن أسمعه من غيري»، فقرأت (النّساء) حتّى إذا بلغت: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا﴾ رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل([2]).
﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ﴾: جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ عليها وهو رسولها، جئنا بالرّسل كلّهم، وبكلّ الأمم يوم القيامة، وجئنا بك يا محمّد شهيداً على هؤلاء جميعاً، الشّهيد عليهم صلَّى الله عليه وسلَّم بكى، فكيف بالمشهود عليهم؟! ماذا علينا أن نفعل؟