الآية رقم (62) - فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا

هذه الآيات تتعلّق بالمنافقين: والنّفاق كما قلنا: هو من أخطر الأدواء الّتي تصيب أيّ مجتمعٍ من المجتمعات، وتُهدِّد بنيان المجتمعات السّليمة، لكون المنافق عدوّاً باطناً غير ظاهرٍ بالنّسبة للإنسان، يسير ويميل حيث يميل هواه، وحيث تتحقّق مصلحته، فهو دائماً يقدّم المصالح على المبادئ، والمصالح الخاصّة على المصالح العامّة، ونحن نرى أثر النّفاق في أيّ مجتمعٍ من المجتمعات كيف ينخر بنيان المجتمع، ويغيّر الحقائق أمام النّاس؛ لأنّ المنافق لا يقول الحقيقة، وأوّل صفةٍ من صفاته هي الكذب، وهو من الأمور الّتي حرّمها الله سبحانه وتعالى، وقد بيّن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بأنّه لا يجتمع في قلب المؤمن الكذب مع الإيمان.

فَكَيْفَ: الفاء استئنافية كيف اسم استفهام في محل نصب حال أو خبر لمبتدأ محذوف

إِذا: ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بجواب الشرط المحذوف

أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ: فعل ماض والهاء مفعول به ومصيبة فاعله

بِما: متعلقان بأصابتهم.

قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ: فعل ماض وفاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الياء والجملة صلة الموصول ما.

ثُمَّ جاؤُكَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة على أصابتهم

يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ: لفظ الجلالة مجرور بالباء والجار والمجرور متعلقان بالفعل والواو فاعله والجملة حالية

إِنْ أَرَدْنا: فعل ماض ونا فاعله وإن نافية لا عمل لها

إِلَّا: أداة حصر

إِحْساناً: مفعول به

وَتَوْفِيقاً: عطف والجملة جواب القسم في قوله يحلفون لا محل لها.

إِحْساناً: أي في المعاملة بين الخصوم.

وَتَوْفِيقاً: أي تسوية بينهم وبين خصومهم بالصلح.

فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ: اصرف وجهك عنهم.

وَعِظْهُمْ: ذكرهم بالخير بنحو ترق له قلوبهم.

قَوْلًا بَلِيغاً: كلاماً مؤثراً في نفوسهم.