يخاطب الله سبحانه وتعالى الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم: عليك أن تحرّض المؤمنين وتشجّعهم على قتال مشركي مكّة، وذلك عندما أراد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن يسير باتّجاه فتحها، ولكنّ الله سبحانه وتعالى مع ذلك يقول: ﴿لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ﴾ عليك فقط أن تحرّضهم وتشجّعهم على الخروج لقتال المشركين في مكّة من أجل فتحها، ولكن ﴿لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ﴾ فعليك نفسك يا محمّد؛ لأنّك لن تُنصر بهم، أنت منصورٌ من الله سبحانه وتعالى، وهذه الأمّة تُنصر بمحمّد صلَّى الله عليه وسلَّم، فلذلك حتّى يطمئنّ قلب الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم قال له: ﴿عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ فالله سبحانه وتعالى أدخل النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بفضله وبرحمته إلى مكّة فاتحاً من دون قتال، كما نعرف القصّة، وترك المشركين على شركهم قائلاً لهم: «يا معشر قريش، ما ترون أنّي فاعل فيكم؟»، قالوا: خيراً، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ، ثمّ قال: «اذهبوا فأنتم الطّلقاء»([1]).